الجمعة، 17 فبراير 2012

بمشاركة أكثر من (230) فنانا وصحافيا ومثقفا وأديبا انطلقت فعاليات مهرجان الديوانية الإبداعي

تم نشر في 08 / 10 / 2011
فنار/القادسية/تحسين الزرگاني

زهرة الفرات تزوقت وارتدت أجمل الثياب لتشهد فرحة عرس لم يسبقها له أحدا، لتنشد بزفتها أغنية حب للعراق واحداً يدمج أحلى الألوان ، لتزفها فراشات الفرقة القومية للفنون الشعبية بأوبريت المصالحة الوطنية العراقية.
بحضور أكثر من (230) فنانا وصحافيا ومثقفا وأديبا من العاصمة بغداد ، انطلقت صباح اليوم السبت من على قاعة قصر الثقافة والفنون في مدينة الديوانية فعاليات مهرجان الديوانية الإبداعي تحت شعار (من أجل ثقافة عراقية مزدهرة) للفترة 8-9/10/2011.
المهرجان تقيمه نقابة الفنانين العراقيين في الديوانية برعاية محافظ القادسية سالم حسين علوان ، الذي قال في كلمة الافتتاح مرحبا بضيوفه (أهلا بكم رسل الفن والجمال والسلام والمحبة في أول عاصمة للفن عرفها التاريخ من نفر الأمس ديوانية اليوم.
وأضاف أن مشاركة فناني المركز من خلال الفرقتان القومية للتمثيل والفنون الشعبية ونجوم الفن العراقي يبعث فينا روح الأمل بالإصرار على العطاء لنسهم في بناء عراقنا الجديد بماضيه العتيد الذي منه شع النور على الأمم في فجر التاريخ ، فمحافظة الديوانية اليوم نفر الامس ونيبورة ، عاشقة لكل الألوان ، جمعت مضايف عشائرها ، لتحتضن الإبداع .
علوان أكد دعم حكومته للثقافة والفن منذ أول مهرجان أنطلق بالديوانية لتكون عاصمة للإبداع والعطاء ، ومهرجان اليوم رسالة محبة وسلام تتحدى القتل والإرهاب ، يكتبها الفنان العراقي الذي لا يقل شأنا عن السياسي في ظل فضاء الحرية التي ينعم بها ابناء العراق، بل هو جزء لا يتجزأ من العملية السياسية ومحافظة الديوانية انتهجت منحاً جديدا في التعاطي بحرية وديمقراطية حتى في ظل اختلاف وجهات النظر التي تهدف لتطوير المجال الثقافي أو الفني أو الإعلامي لنعود في اليوم الآخر نناقش سبل النهوض ونفض الغبار من أجل أن نعود عاصمة للفن والثقافة والعطاء ، مشيرا أن وزارة الثقافة لم تمنح المحافظة مشروعا استثماريا واحدا بالرغم من حاجتها للبنية التحتية لإقامة الفعاليات والمهرجانات والندوات ، كما أن مبالغ تنمية الأقاليم لا تكفي لتغطية هذه المشاريع لكن هذا لن يوقفنا لأننا سنحفر الحجر بأيدينا لنكون أهلاً بالثقافة.
وفي لقاء خص مع (وكالة فنار) بين علوان أن المهرجان رسالة تحدي واضحة تؤكد عزمنا وإصرارنا على الحياة بسلام ومحبة دون مسميات ونحن مصممون على أن تكون المحافظة آمنة ، كما أنه خطوة لتطوير المشهد الثقافي والوعي بعد أن سجل المهرجان اليوم تاريخه لنستعد له من اليوم إلى العام القادم ليكون منارا ومفخرة لأبناء الديوانية، ولا نريد للمثقف أن يدخل في ظل الحكومة كي لا تتمنهج بل نريده طائرا يسبح في فضاءات الحرية ليملأ السماء حبا وإبداعا وسلاما.

بالفن نتحدى الكاتم

مدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور شفيق المهدي قال لـ (فنار) انها سابقة لم تشهدها مدينة أخرى في أي محفل فني وثقافي يشارك فيه هذا العدد لتكتحل عيون الديوانية بهم، تحتضن مشاركتهم بالحضور والأداء ولأول مرة في تاريخ السينما والمسرح يخرج وفداً مؤلفاً من (56) موظفاً من هذه الدائرة يرافقهم نخبة من ألمع نجوم الصحافة والإعلام العراقي بموكب واحد يأتون من بغداد يتحدوّن غدر الكواتم والمفخخات ومن ينصب العبوات ليستهدف الصحفي والفنان والمثقف ،ليس لنظهر ذواتنا بلقاءات صحفية فالناس تعرفنا لكن مقدمنا كان لنظهر ذات هذه المدينة المعطاء أول عاصمة على وجه الأرض تأسست على بعد (23) كم من هذه القاعة في مدينة نفر ونحن نستحق استعادة إسمها الكبير ، ونفخر بأن يكون لطفي السيد أول كاتب عراقي لفن القصة القصيرة خرج من هذه المدينة عام 1923 وعلينا أن نحرث عميقا لنكتشف ما تحمله بطن هذه المدينة ، فبعد أن زرعنا في نيبور الاول والثاني والثالث وباقي المهرجانات التي احتضنتها الديوانية وحان وقت الحصاد فبالفن والثقافة والمحبة والسلام ومشاعر صدق انتماء لوطن لا يجعل من الأطياف والأديان والمذاهب إلا تكميلا للوحته الفنية الجميلة التي تنفرد بها بين البلدان لنحبط مخططاتهم ونصّر على الحياة برغم الموت الذي أرادوه لنا في كل حي وشارع ومع كل خطوة إبداع، وأضاف المهدي أننا في كل يوم نقدم قربانا من أجل إعلاء راية الحرية والديمقراطية في مدن عراقنا الحبيب وهذا عهد منا لو إنهم واجهونا بجيوش الدبابات لا بكواتم جبانة فأن ردنا سيكون بحب العراق والحرية ، نحن نعرف من يستهدفنا ويقتلنا ونتغاضى لنثبت شيئا واحدً أن الحب والسلام أقوى من جميع الأسلحة.

يوم لا يشبه الايام

عضو مجلس المحافظة باقر الشعلان يرى أن هذا اليوم بالنسبة له لا يشبه باقي الأيام ، ويقول لا يمكن أن أصف مشاعري بما لمست بعد أن ظهر الوجه الحقيقي لأبناء الديوانية في تفاعلهم مع الإبداع والفن والثقافة بظل غياب البسمة والفرحة في السنوات الماضية بتذوقهم للفن الراقي الذي عبر عن مدى تمسكهم بالحياة والفن والجمال ، فبعد أن غابت عن أذهان الناس هذه الصورة الجميلة تفجرت اليوم بالمحبة اليوم ، وقفتنا الجميلة بل لا يمكن وصفها بالجمال وحده مع الفرقة القومية للفنون الشعبية والمبدعين من ضيوف مدينتنا في عرض المساء المسرحي (حظر تجوال) وتفاعلهم مع الجلسة الحوارية مع المبدع حامد المالكي في مناقشة عمله (أبو طبر) يدلل على الذوق الديواني الأصيل الذي نأمل أن يشع نوره إلى باقي المحافظات العراقية لتعود كما كانت بالأمس البعيد مصدر إشعاع الحضارة لأمم العالم أجمع.

عتب أحبة

نائب نقيب الفنانين العراقيين المركز العام الفنان العراقي المبدع قاسم إسماعيل عتب على منظمي المهرجان قائلا أتيت بسيارة أجرة من الفندق وسأعود إليه لأجمع أغراضي وأعود لبغداد ، فلم تكن عيون القائمين على المهرجان ترى سوى المسؤول في وقت جلست مع الأطفال ، ليس تكبرا أو انتقاصا بل لأني ضيف المحافظة ، ومع الأسف رغم الفرحة الكبيرة التي اعتمرت قلبي حين شاهدت الجمهور متفاعلا بروح المحبة والوطنية مع العروض التي قدمها المشاركين ، كان كل شيء جميل بل أجمل ما يكون ، أبناء الديوانية ، العروض ، لكن أن يتم تجاهل نائب نقيب الفنانين ورئيس الشعبة الموسيقية بهذا الشكل كان محبطا للغاية ، كنت آمل أن يكون هناك تواصل أو إشارة على الأقل للمركز العام .

نتحدى بإصرار



الفنانة سوسن شكري تقول بمشاركتنا في مهرجان الإبداع السنوي نتحدى وبإصرار لنكمل مسيرتنا الثقافية والفنية لنبني العراق ، وكفانا خوفا فالبعض قال ان الوضع الأمني غير مستقر في الديوانية وحبنا لهذه المدينة جعلنا نصّر على المجيء لنبين للعالم أجمع إننا لا نهاب الموت من أجل أن يعم السلام في الوطن ، وهي لطمة بوجه كل من يحاول المساس بأمن بلدنا ومدننا الآمنة، مشيرة أن المهرجان يحمل رسالة الحب والوحدة والسلام نأمل أن تكون قد وصلت إلى من يتابع فعاليات المهرجان.

مشهد مفرح

قد أفرح مشهد تفاعل الجمهور مع العروض التي قدمها المشاركين في المهرجان الإعلامي عماد الخفاجي الذي قال أنا فرح جدا بأن أكون حاضرا في مدينة الديوانية التي أكدت مع باقي المدن العراقية أنها غادرت أيام بعض السلوكيات التي رفضت هذا المشهد في الماضي ، الديوانية بهذا المهرجان أشجع لتعكس صورة العراق الشجاع ، ففناني الفرقة القومية للفنون الشعبية بأدائهم على خشبة المسرح تفاعلوا جدا مع الجمهور وأظنهم قد تذكروا أياما حرموا فيها من هذا التفاعل مع الجماهير ،إذا كان يصعب عليهم التحرك من بغداد إلى باقي المحافظات ليقدموا هذه اللوحات ، ولكن ما وجدته من حفاوة استقبال جماهيري للوفد والعروض ليرقص معهم على أنغام الحرية والمحبة والسلام والوحدة مشهد عراقي مؤثر يوحي بالفرح ويدخل البهجة والاطمئنان إلى النفوس .

شاهد على العطاء

للمرة الرابعة تأتي فيها الفنانة بشرى اسماعيل إلى الديوانية وتقول إن هذه المدينة تتألق يوما بعد آخر بما تنتجه من عطاء وإبداع ثقافي وفني ، وأنا سعيدة جدا هذا اليوم وأتمنى أن تتكرر هذه الفعاليات لأكون شاهدة دوما على العطاء الديوانية .

اليوم الأول

وشمل برنامج اليوم الأول في عرضه الصباحي بعد الافتتاح أداء نشيد المهرجان من ألحان الفنان عايد نجم عرض أوبريت (المصالحة الوطنية العراقية) أداء الفرقة القومية للفنون الشعبية ، صفق له الحاضرين واقفين طويلا ، بعد أن أبكاهم وأفرحهم وأرقصهم بمشاهد من المحبة والسلام في أبناء الوطن الواحد ومدى عمق تلاحمهم ووحدتهم ، تلاه عرض فيلم وثائقي حمل عنوان (الديوانية بين فراتين) من إنتاج مكتب الصياد وإخراج الفنان قيصر الوائلي الذي بين تاريخ الحضارة والإبداع لمدينة الديوانية مستعرضا ماضيها وحاضرها منطلقا من نفر الماضي لزهرة فرات اليوم وعروسه ديوانية المحبة والوحدة والإبداع ، بعده قصيدة للشاعر الكبير عماد المطاريحي وعلى هامش المهرجان شارك قصر الثقافة والفنون وعدد من فناني الديوانية بمعرض للفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية.

فيما شمل البرنامج المسائي عرضا لمسرحية (حظر تجوال) للفرقة القومية للتمثيل تأليف وإخراج مهند هادي تمثيل رائد محسن وسمر محمد موسيقى محمد سامي ، بعدها أقيمت أمسية على حدائق نقابة الفنانين في الديوانية جلسة حوارية مع المبدع حامد المالكي في مناقشة عمله (أبو طبر).

وتستمرفعاليات المهرجان الى يوم غد حيث تواصل وكالة فنار متابعتها لتغطية الفعاليات تابعونا نهتم بكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق