الاثنين، 21 مايو 2012

نقابة الفنانين تحتفي بعيد الصابئة المندائيين (دهفا ديمانا) في الديوانية



الديوانية/المدى برس/تحسين الزركاني
لم يكن حضور افراح سبتي إلى احتفال اعز صديقاتها رفيف خالد بعيد التعميد الذهبي للصابئة المندائيين ،الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين في الديوانية (180 كم جنوب بغداد) مساء يوم الأحد الا تأكيد على أصالة الروابط التي تجمع مكونات الشعب العراقي.



وذكرت سبتي ان "سعادة غامرة احسست بها حين تلقيت دعوة الحضور إلى العيد الذهبي لأخوتنا الصابئة المندائيين ،ومشاركتي اليوم لصديقتي في عيدها لأتعرف على بعض عاداتهم وطقوسهم ومناسباتهم"
وأشارت إلى أن "حماسة في صديقتي كنت اشعر بها على ضرورة مشاركتي العيد معها ،الامر الذي سيوطد علاقتنا  في المستقبل ،وهو ما يؤكد عدم وجود تفرقة بين الطوائف والقوميات والاقليات في الديوانية"
وقال محافظ الديوانية سالم علوان خلال حضوره الحفل لـ"المدى برس" إن "حكومة الديوانية حرصت على أن تولي جميع الطوائف الدينية في المحافظة اهتمامها ،وسعت لضمان حرياتها، والظروف التي تمكنها من ممارسة طقوسها الدينية بانسيابية ،لتسهم في استقرار الوضع الاجتماعي في المحافظة".
وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وتؤكد مصادر تاريخية مختلفة أنها نشأت في جنوب العراق، وما يزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية من العراق، إضافة إلى إقليم الأحواز في إيران.
من جهته أكد نقيب الفنانين في الديوانية حليم هاتف على ان "النقابة تسعى لبناء الإنسان بعيد عن النظر الى الطائفة أو الدين ،واحتفائنا اليوم برهان على أن الديوانية تحتضن جميع الطوائف الدينية وتتعايش بسلام فيما بينها".
ويعود تاريخ وجود الصابئة المندائيين في الديوانية إلى أكثر من تسعين، ويتواجد الصابئة بشكل رئيسي في العراق الذي يعتبر موطنهم الأصلي، ويطلق عليهم باللهجة العراقية الدارجة اسم (الصبة)، ويفضلون العيش قرب ضفاف الأنهار، لإيمانهم  بقدسية الماء وطهارته وماله من أثر روحاني في معتقداتهم الدينية.


من جانبه قال رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين في الديوانية خالد ناجي إن "حفل نقابة الفنانين بعيد التعميد الذهبي للصابئة، سابقة في عراق السلام ،وبرهان يؤكد أن الديوانية مدينة التآخي والمحبة والسلام ،وأبناء الطائفة يثنون على هذه المبادرة التي افرحتنا اكثر من فرحتنا بالعيد نفسه".
ويعتبر عيد التعميد الذهبي (دهفا ديمانا) واحداً من أصل أهم أربعة أعياد سنوية لدى الصابئة المندائيين، والأخرى هي العيد الكبير (دهواربا)، وعيد الخليقة (برونايا)، وعيد الازدهار (دهفة حنينا)، كما يحتفل المندائيون سنوياً داخل العراق وخارجه بثلاث مناسبات دينية أخرى، هي "أبو الفل"، و"أبو الهريس"، و"شيشان عبد".
وأضاف أن "المجلس باشر ببناء مندى للصابئة على نهر الفرات في الديوانية، بكلفة مليار و153 مليون دينار، ليكون الاول في الفرات الأوسط".
وقال الفنان وليد قحطان إن "حب العراق يجمعنا، والتعايش بسلم يميزنا ،ونحن نحتفل اليوم بعيد اخوتنا من الصابئة المندائيين في الديوانية، لنستكمل مسيرة أكثر من تسعين عاما شركاء بذات الاناء".
وأضاف ان "قرار الهيئة الادارية في نقابة الفنانين فرع الديوانية جاء بالإجماع لإقامة الحفل ،لتكون مثل هذه المناسبات ،تأكيد على لحمتنا ووحدتنا الوطنية ،وهي خطوة لتهذيب الانسان وبنائه قبل ان نفكر في الاعمار والبنيان".
من جهتها بينت مسؤولة شون المرأة في مجلس طائفة الصابئة المندائيين في الديوانية سلوى مراسم فرحان ان "احتفالنا اليوم بذكرى تعميد نبينا آدم، الذي يرمز الى الصفاء والنقاء والنور والضياء، امتزج بمفاجأة نقابة الفنانين السباقة في إقامة الاحتفالات والمراسيم الجميلة ،التي تؤكد أصالة ابناء هذه المحافظة وعمق ترابط مكوناتها".    
وتضمن الحفل إلقاء قصائد وكلمات وأغان ومقاطع مسرحية.

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق