السبت، 17 مارس 2012

بروفة في جهنم” للراحل هادي المهدي تحصد الجائزة الأولى في ختام مهرجان ربيع المسرح العراقي في الديوانية



http://fanarnews.com/?p=28548

تم نشر في 16 / 03 / 2012 

فنار/الديوانية/ تحسين الزركاني


نالت مسرحية “بروفة في جهنم” للفنان الراحل هادي المهدي بمدينة الديوانية المرتبة الأولى في مهرجان ربيع المسرح العراقي، الذي شارك فيه أكثر من (150) فنانا عربيا وعراقيا.

وقال نقيب الفنانين العراقيين في الديوانية حليم هاتف إن “أكثر من (150) فنانا من سوريا ولبنان ومصر والمحافظات العراقية شاركوا في مهرجان ربيع المسرح العراقي الذي نجح نجاحا منقطع النظير بحسب ما أعلنه المشاركين والمتابعين للمهرجان الذي اختتم اليوم في مدينة الديوانية والذي استمر لمدة سبعة أيام”.

وأضاف ان “نقابة الفنانين وحكومة الديوانية ولأول مرة بتميز على المحافظات تمكنت من دعوة الوفود العربية والعراقيين المغتربين وعمالقة الفن العراقي ليكونوا مشاركين ومساهمين ومتابعين لفعاليات المهرجان”.

وأثنى هاتف على “جمهور الديوانية وحكومتها لحرصهم على ان تنال الديوانية هذه الصورة المشرقة في عيون الفنانين العرب والعراقيين”.

من جهته قال محافظ الديوانية ” ان الفنانين والمثقفين قد سبقوا السياسيين بعقد القمة العربية مؤكدين ان رسالتهم أكثر عمقا وتأثيرا بين الناس، متجاوزين بذلك كل الحدود والمسميات مجتمعين تحت لواء واحد شعاره الإبداع والعطاء”.

وشدد على أن “يكون لوزارة الثقافة التي لم تسهم في دينار واحد لتنفيذ أي مشروع عمراني لتطوير البنية التحتية للنهوض بالمشهد الثقافي في المحافظة طيلة السنوات الماضية ، وعليها اليوم العمل بجدية على هذا الأمر فالديوانية أصبحت قادرة على إدارة المشهد الثقافي والفني والتميز على المركز وباقي المحافظات”.

فيما قال مدير عام دائرة السينما والمسرح شفيق المهدي إن “مشاركة عدة فرق عربية من مصر وسوريا ولبنان وتونس وحضور أكثر من (150) فنانا عربيا وعراقيا الى المهرجان ،تأكيد على ان الحياة باقية وممتدة بين الأشقاء، خاصة في المحنّ والظروف الصعبة، وربيع المسرح جاء متزامنا هذا العام مع تفتح الإزهار وطيران الفراشات فوق سماء العراق معلنة بدء فصل الربيع لتكتمل لوحة الفن والجمال مطرزة سماء العطاء والإبداع في مدينة تميزت خاصة في السنوات الأخيرة عن باقي المحافظات العراقية بنتاجها الفني والثقافي والأدبي”.

واستدرك ان “انحيازي لمدينتي ومسقط رأسي الديوانية ليس عيبا أو عارا ولو انحاز الجميع كما اتهم لأصبح العراق من أجمل بلدان الدنيا ،كما أن استعداد ساسة ومثقفي وفناني الديوانية يستحق منا بذل جميع الجهود والسعي لبناء هذه المحافظة خدمة لأبنائها الطيبين”.

وعرض في المهرجان (13) عملا مسرحيا عربيا وعراقيا هي(مسرحية شابلن وشواطئ الجنوح للديوانية ، وربيع الدبس لفناني ذي قار ،وحكاية لن تموت لبابل ،وشاركت البصرة في مسرحية مطر صيف وعرض زواج، وسوريا بمسرحية العاصفة والكمان، والانبار بمسرحية العرش ، ومسرحية الهشيم لنينوى ، ومسرحية رقصة مع الذات لمحافظة صلاح الدين، فيما شاركت ميسان بمسرحية مجرد نفايات، وكانت مشاركة دائرة السينما والمسرح للراحل هادي المهدي مسرحية “بروفة في جهنم” التي احتلت المرتبة الأولى في المهرجان، وتنافست الإعمال من حيث النصوص والأداء والسينوغرافيا، كما شهد المهرجان أصبوحات للفنان جواد الشكرجي وسامي نسيم والفنان العراقي المغترب جواد الاسدي.

ويرى الفنان فلاح إبراهيم ان “اقامة أي مهرجان هو كسب للمسرح العراقي ،وقد تميزت مدينة الديوانية بحراك فني وثقافي كبير خلال الفترة الماضية ،وهو دليل على وجود جمهور واع ومشجع فيها لإقامة هذه المهرجانات ،وهذا ما لمسته خلال تقديمي لعدد من اعمالي الجادة في المحافظة، وادعوا الساسة إلى الالتفات إلى البنية التحتية وترميم وتأهيل وبناء صالات ودور للعرض والمسارح في المحافظة تليق بسمعة وتاريخ العراق الفني ،وما شاهدته اليوم من حضور جماهيري يبشر بالخير فالجمهور أهم من الفنان”.

صمت مرعب

لم يكن صمت الجالسين في قاعة الحرية الذين ملئوا الطابقين ينم عن ملل او عدم فهم للهجة السورية حين قدمت فرقة “فضا” مسرحية العاصفة والكمان تأليف سيف رضا سينوغرافيا واخراج غزوان قهوجي تمثيل ربى طعمة واحمد الحرفي، كما كان يظن مخرجها بل كانت تفاعلا وترقبا لأحداثها.

وقال المخرج الفنان السوري غزوان قهوجي “تعلمت من العراقيين ان الحب هو من يصنع فناً حقيقيا ،ولم اتصور ان اجد جمهورا بهذا الوعي ،شاهدت الحب بينهم ولم اجد للعداوة او البغض فيها طريق ، روح فريق واحد يعمل من اجل الحب والفن ،جمهور يصمت مترقبا لكل شاردة وواردة في العمل ، كانت الصمت مرعبا بالنسبة لي وأخاف  ان التفت إلى الوراء لأرى الجمهور الذي قد يكون شعر بالملل ،فالأعمال الجادة لا تستهوي اهتمام أي جمهور بل النخبة فقط من يهتمون بها ،وما ان انتهى العرض حتى سمعت التصفيق الحاد ونظرت إلى الجمهور فوجدته وصل قريبا من منصة المسرح فارتجفت وبكيت لفرحى بنجاح العمل أمام جمهور متذوق للفن ويحمل روحا نقية طاهرة تحتضن جميع البشر”.

وقال افضل ممثل في مهرجان المسرح الجامعي بسوريا الفنان احمد الحرفي “اني خفت كثيرا على خشبة المسرح فلهجتنا بالعامية ،وسالت قبل يوم من العرض عن كلمة مرادفة لـ”صدّت نفسي” فعرفت أنها “لعبت نفسي” لان هذه الكلمة موجودة في النص وخوفي كان ناتجا من عدم فهم لهجتنا ولذلك خيم الصمت على القاعة “.

وأضاف “الجمهور العراقي مؤدب جدا ،فعلى الرغم من ان العروض واقعية تجريبية تفاعل مع العرض بطريقة لا نعرف لها وصفا ،إضافة الى باقي صفاته في الكرم والجود والطيبة المتناهية ، ونسأل الله السلام والأمان لأبناء هذا الشعب الأبي الذي صمد أمام كل المحاولات التي حاولت يائسة طمر حضارته”.

اوتار العود

يقول الفنان سامي نسيم عن مشاركته في المهرجان “استمتعت كثيرا وأن أرى مثل هذا الجمهور المتذوق ،الذي واظب على الحضور والتنقل بين مسرحي الحرية والنشاط المدرس لمتابعة العروض وحرصه على ان يعكس صورة المتذوق وهي حالة نادرة تسجل وتحسب لأبناء الديوانية، وما لمسته من تفاعل وتناغم مع الفن بجميع صوره في الجمهور الديوانية أكد حقيقة عمق أصالة هذه المدينة ومدى تعلقها بالجمال والإبداع والفن وحرصها على الثقافة، وحين كنت اعزف على العود كنت اشعر ان بعضهم يحبس أنفاسه ليتذوق ما يصدره الوتر من أنغام وأحس بمدى تناغمه مع تلك الأنفاس”.

الديوانية في عيون الفنانين

فيما يرى الفنان العراقي المغترب احمد شرجي ان “الظروف الصعبة والألم والمعاناة لم تزد في العراقيين الا التمسك بالحياة وجمالها وتذوق الفن الذي حرص جمهور الديوانية على ان يعطي اجمل الصور عن هذا الشعب ، وكنت افرح كثيرا حين اسمع أحاديث وآراء زملائي وأصدقائي الفنانين العرب والصورة التي جسدها المتابعين للمهرجان منذ أول أيام انطلاقه في عيونهم وما سيتحدثون فيه ببلدانهم عن هذا الشعب العريق، وهذا الامر سيحمل الفنانين أمانة كبيرة في منح المزيد من العطاء والإبداع فجمهورهم ذواق من الدرجة الأولى وهذا باب فخرنا”.

واثنت الفنانة أميرة جواد على “الجمهور الديواني الذي أكد لجميع الحاضرين على انه جمهور ذواق ومؤدب يسعى لان يستمتع بما يقدم له ، ولا يحكم على فشل العرض قبل بدأه بل ينتظر حتى ينهي المشاهد وهذا دليل وعي كبير”.

فيما قالت الفنانة ليلى محمد “لا يمكن لنا أن نحكم على الجمهور بمهرجان واحد سنويا ونصف سنوي او حتى في اقل من ذلك ، بل علينا إصدار حكمنا عليه متى ما كانت هناك عروض يومية ، لنقيم عند ذاك وسنعرف هل الجمهور متابع وذواق من غيره ، لكن هذا لا يعني انتكاسة لجمهور الديوانية الذي واظب  منذ اللحظة الأولى في متابعة جميع العروض”.

وترى الفنانة بشرى إسماعيل ان “الديوانية استطاعت القفز والتميز على جميع المحافظات العراقية في نوع وكم وعدد المهرجانات التي نظمتها خلال السنوات الماضية، واعتقد أن بقيت على هذا المسار ستحقق الكثير”.

ويؤكد الفنان منعم سعيد ” نجاح المهرجان بامتياز ، ومشاركتنا  كفنانين فيه فرصة لنا ان نظهر تجاربنا الجريئة لنثري فيها المشهد الثقافي في القطر ،واستمرار الجمهور في ملاحقة العروض المسرحية ،ومتابعته لعرضين او ثلاثة مسرحيات إضافة الى البرامج المرافقة للمسرح كالاصبوحات والجلسات النقدية كان يشعرني بالقلق على هذا الجمهور الذي تميز على باقي المحافظات بتذوقه للفن من العروض الركيكة التي خلى منها المهرجان وهذا يلقي على عاتقنا مسؤولية كبيرة جدا في أن نكون عند حسن ظن هذا الجمهور من خلال الإعمال المسرحية المتميزة”.

فيما قال مدير البيت الثقافي في الديوانية ماجد البصري ان “المهرجان حمل بصمة الإبداع وتواجد الأشقاء العرب أضاف له طعما مميزا جعل الجميع حريصا ومثابرا على الحضور لمتابعة العروض المسرحية والفعاليات الأخرى”.

ويرى الإعلامي عيسى الكعبي “ان على وزارة الثقافة العمل بجدية لإعادة الحياة إلى البنية التحتية في الديوانية بما ويتناسب مع حجم العطاء والإبداع الذي انفردت به زهرة الفرات وعروسها عن مدن العراق، وشغف جمهورها الذي ملأ قاعات العرض”.

وبيّن ان “الجمهور للأسف وعلى الرغم من تواجده الكبير لم يصل بعد الى مرحلة النضج الثقافي في متابعة العروض المسرحية ،فأجهزة الهاتف والتصفيق غير المبرر في بعض الأحيان يذهب بالأجواء المسرحية وتركيز الفنان على الخشبة وتواصل الحضور مع العرض، وهذا الأمر مناط بالوعي الثقافي وسبل تفعيله”.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق