الخميس، 8 مارس 2012

بمشاركة أكثر (150) فنانا عراقيا وعربيا انطلاق فعاليات القمة العربية في مهرجان ربيع المسرح العراقي الأول في الديوانية



http://fanarnews.com/?p=28014

تم نشر في 08 / 03 / 2012 | تعليق

فنار/الديوانية /تحسين الزرگاني

شهدت مدينة الديوانية يوم الثلاثاء انطلاق فعاليات القمة العربية ومهرجان ربيع المسرح العراقي الأول دورة مؤسس فن المقهى المسرحي الفنان الراحل رحيم ماجد يستمر لمدة ستة أيام للفترة من 7 – 12/آذار/2012 .

وألقى محافظ الديوانية ورئيس اللجنة العليا للمهرجان سالم حسين علوان كلمة الافتتاح قال فيها “”إن الفنانين والمثقفين قد سبقوا السياسيين بعقد القمة العربية مؤكدين أن رسالتهم أكثر عمقا وتأثيرا بين الناس، متجاوزين بذلك كل الحدود والمسميات مجتمعين تحت لواء واحد شعاره الإبداع والعطاء”.

وأضاف أن “مسيرة الإبداع في محافظة الديوانية، تتعطر برائحة العنبر والنخيل وماء الفرات منذ فجر الوجود ،لتفتتح دواوينها لألق الثقافة والفن الذي يروي حكايات الناس وهمومهم على المسرح، ليشكل رؤى الماضي وأحلام المستقبل في عراق نابض بالمحبة تتغذي شرايينه بالفن والثقافة ، ليبني أبنائه وطن أجمل من كل الألوان وأعبق من كل الإزهار”.

فيما قال مدير عام دائرة السينما والمسرح شفيق المهدي ان “مشاركة عدة فرق عربية من مصر وسوريا ولبنان وتونس وحضور أكثر من (150) فنانا عربيا وعراقيا الى المهرجان ، هو تأكيد على أن الحياة باقية وممتدة بين الأشقاء، خاصة في المحنّ والظروف الصعبة، وربيع المسرح جاء متزامنا هذا العام مع تفتح الإزهار وطيران الفراشات فوق سماء العراق معلنة عن بدء فصل الربيع لتكتمل لوحة الفن والجمال مطرزة سماء العطاء والإبداع في مدينة تميزت خاصة في السنوات الأخيرة عن باقي المحافظات العراقية بنتاجها الفني والثقافي والأدبي”.

وشمل البرنامج الصباحي لليوم الأول الذي بدأ فعالياته يوم الثلاثاء ، عزف على آلة العود بمصاحبة الدف للفنان دريد الخفاجي ،تلاه عرض لوحة “العراق الموحد” للفرقة القومية للفنون الشعبية، شعر صباح الهلالي الحان محمد مهدي ، ولوحة “فضاء بين النهرين” موسيقى دريد الخفاجي إخراج فؤاد ذنون، كما عرضت فيه مسرحية “شابلن” لنقابة فناني الديوانية سيناريو وإخراج انس راهي ،تمثيل محمد ربيع وصفاء محمد ومصطفى الهلالي ومحمد الكناني وبسام حسين موسيقى نجم عايد، سخر فيها المخرج قصة الفنان “شارلي شابلن واقع اليوم وتناقضاته السياسية.

وعلى هامش المهرجان نظم الفنان التشكيلي محمد عباس معرضا ضم (16) عملا قال عنه “انه معرضي الشخصي الثاني وتختلف الإعمال فيه هذه المرة إنها تنوعت بين اللوحات الزيتية والتخطيطية ، وبعدة مدارس منها التعبيرية والتجريدية والواقعية ،وتصور الإعمال القصص القرآنية والتاريخية والرموز الأسطورية وملاحمها والعبر منها”.

وتشارك في المهرجان فرق سوريا ومصر ولبنان ومحافظات “ميسان وصلاح الدين ونينوى والانبار والبصرة وذي قار وبابل” ، ويعرض فيه عدة اعمال مسرحية وجلسات نقدية ومعارض تشكيلية أصبوحات واماسٍ لفنانين عراقيين مغتربين وعرب.

نقيض الفن سياسة

من جهتها قالت رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس محافظة الديوانية وداد حاتم إن “على السياسيين التعلم والاقتداء بالفنانين عند سباحتهم في فضاء الحرية لتوحيد الصف ونبذ الفرقة التي تمزق الوطن الواحد ، فما عرضته الفرقة القومية للفنون الشعبية اليوم أكد وجسد عمق انتماء أبناء الشعب لوطنهم وكلنا أمل في أن يحذوا الساسة حذوهم”.

وأضافت أن “المشاركين في مهرجان الربيع تمكنوا من عقد قمة عربية ناجحة لن يتمكن الزعماء من إنجاح قمتهم كما فعل الفنانين اليوم”.

وعرض عصر اليوم الأول للمهرجان مسرحية “ربيع الدبس” لفرقة محافظة ذي قار “لكش” للتمثيل إعداد طالب خيون اخراج زيدون داخل تمثيل ضياء الساعدي وحيدر عبد الله وشاكر القطيفي وعبد جاسم، جسدت معاناة وآلام الفقراء أمام قمع الحريات وضغط الحكومات على شعوبها.

لن يموت المسرح

وكان لحضور رائد المسرح العراقي الدكتور سامي عبد الحميد نكهة خاصة في المهرجان وهو يؤكد على أن “المسرح حي لن يموت ،فعندما ظهرت السينما قال الناس سيموت المسرح ،لكنه بقى! وعندما عرف الناس التلفزيون راهنوا على أن الشاشة الصغيرة في كل بيت ستقتل المسرح ، لكنه بقى! واليوم مع كل هذه التكنولوجيا الحديثة والمتطورة هل سيقولن ان المسرح سيموت ، اصرخ بها وأخبر العالم اجمع ! لا وألف لا لن يموت المسرح ما دام هناك إنسان على وجه الأرض ، وما شاهدناه اليوم من إبداعات تؤكد لنا أن المسرح باق ونحن الماضون، فتجسيد الشباب لأصعب الشخصيات وتوظيف أدوارها في حياة اليوم تحسب لجيل الفنانين الجدد وسيبقى الفن والمسرح بخير في العراق”.

وقال الفنان قاسم اسماعيل “أنا مطمأن من نوع الإعمال والعروض المسرحية التي قدمت في اليوم الأول ،خاصة بعد أن شاهدت في عيني عميد المسرح العراقي الدكتور سامي عبد الحميد الفرح والسرور باديا ومسيطرا على مشاعره وهو جالس بقريبي، وما شاهدته يرتقي إلى ما نطمح له من رقي في مجال المسرح خاصة ، ففرقة شابل تعاملت مع النص بروح الشباب معلنة حيويتها وإيماءات أسرت المشاهدين ،ولم تبتعد فرقة “لكش” في عرضها المسائي عن إغراق الجمهور بالسعادة والتواصل ، ونأمل في أن تنظر باقي المحافظات إلى الديوانية ماذا انجزت وحققت خلال السنوات الماضية لتضيف إلى تاريخها الحافل ومضات إبداع وتألق نحلم في ان نجدها بغيرها من المحافظات”.


إصرار على الحياة

وذكر الفنان اللبناني بيير عبد الكريم أن “سعادة غامرة تملؤني وأنا أعيش كرنفال العطاء والإبداع والإصرار على الحياة في العراق، فعلى الرغم من جميع جراحاته التي عاناها ما يزال متمسكا بالأمل والحياة وقادرا على العطاء، واليوم قد عادت إلى ذاكرتي تجربة لبنان وما مرت به قبل عقود من الزمن حين نفضت عنها ركام الدمار وتخرج إلى الفن والثقافة كما تفعلون انتم اليوم في هذا المهرجان، وأنا عن لبنان أهنئكم على حفركم الصخر للخروج من الهاوية بل لتقفزوا على خشبة المسرح كما تفعلون”.

وأضاف أن “على من يحمل صفة العروبة العمل بهذه الصفة خاصة في مجال الفن والثقافة ليقدم كل ما هو قادر عليه من أجل بناء العراق، على خلاف وعود ساستنا وما يدعّوه “.

يوم لا يشبه الايام

 عضو مجلس المحافظة باقر الشعلان يرى أن “اليوم لا يشبه باقي الأيام ، ولا يمكن أن أصف مشاعري بما لمست بعد أن ظهر الوجه الحقيقي لأبناء الديوانية في تفاعلهم مع الإبداع والفن والثقافة في ظل غياب البسمة والفرحة بالسنوات الماضية حين تذوقوا الفن الراقي الذي عبر عن مدى تمسكهم بالحياة والفن والجمال ، فبعد أن غابت عن أذهان الناس هذه الصورة الجميلة تفجرت اليوم بالمحبة اليوم ، وقفتنا الجميلة بل لا يمكن وصفها بالجمال وحده مع الفرقة القومية للفنون الشعبية والمبدعين من ضيوف مدينتنا دليل على الذوق الديواني الأصيل الذي نأمل أن يشع نوره إلى باقي المحافظات العراقية لتعود كما كانت بالأمس البعيد مصدر إشعاع الحضارة لأمم العالم أجمع”.

وكانت محافظة الديوانية قد اختتمت مهرجان الإبداع الثقافي الأول في تشرين أول من العام الماضي بنجاح كبير بمشاركة أكثر من (230) فنانا عراقيا استمر مدة يومين ،أعلن خلاله التحضير لإقامة هذا المهرجان.

وأكد عضو اللجنة العليا المشرفة على المهرجان الفنان حسين العراقي أن “المهرجان هو القمة العربية الفنية التي اجتمعت فيها سوريا ومصر ولبنان وتونس وجميع المحافظات العراقية ،لتنعش ذاكرتنا بمراحل ذهبية كان الفن العراقي حاضرا في جميع الميادين”.

وأضاف ان “تفاعل وحضور الجمهور من خارج الوسط الفني يحمل معان ودلالات كثيرة لم نكن نتوقعها ، فالمعروف أن المسرح الجاد فقير بمتابعيه لكن ما شاهدناه اليوم من حضور جماهير أتى على جميع أماكن الجلوس تأكيد على ان الجمهور الديواني ذواق ومفعم بالأحاسيس التي تؤهله أن يكون بمستوى عال من الذوق الفني خاصة في المسرح”.

ويرى الفنان فلاح ابراهيم ان “أي مهرجان هو كسب للمسرح العراقي ،وقد تميزت مدينة الديوانية بحراك فني وثقافي كبير خلال الفترة الماضية ،وهو دليل على وجود جمهور واع ومشجع فيها لإقامة هذه المهرجانات ،وهذا ما لمسته خلال تقديمي لعدد من أعمالي الجادة في المحافظة، وأدعو الساسة إلى الالتفات إلى البنية التحتية وترميم وتأهيل وبناء صالات ودور للعرض والمسارح في المحافظة تليق بسمعة وتاريخ العراق الفني ،وما شاهدته اليوم من حضور جماهيري يبشر بالخير فالجمهور أهم من الفنان”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق